توقعات بوصول حجم سوق السيارات الذكية في مصر إلى 1.8 مليار دولار بحلول 2030

يشهد سوق السيارات المصري حاليًا مرحلة تحول تاريخية وغير مسبوقة، مع التوسع الكبير في دخول السيارات الذكية والمركبات المتصلة بالإنترنت إلى الطرق المحلية. 

تتوقع شركات استشارية عالمية متخصصة أن يصل الحجم الإجمالي لسوق السيارات الذكية في مصر إلى ما يقارب 1.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، مدفوعًا بشكل أساسي بالتوسع في استخدام أنظمة القيادة المساعدة المتقدمة وأنظمة التتبع الذكي للمركبات. 

يأتي هذا النمو بالتزامن مع توجه الحكومة المصرية الحاسم نحو توطين صناعة السيارات الكهربائية والذكية محليًا، وذلك عبر المبادرة الطموحة المسماة "صناعة السيارات المستدامة".

تستهدف المبادرة الحكومية جذب استثمارات ضخمة تتجاوز 50 مليار جنيه مصري خلال العقد المقبل، وذلك بهدف بناء قاعدة صناعية قوية ومتكاملة للسيارات الحديثة. 

وتسعى شركات محلية رائدة، مثل Arabia EV و Infinix Mobility Manufacturing، إلى دخول مجال تصنيع الوحدات الإلكترونية وأنظمة الاتصال المدمجة اللازمة للسيارات الذكية، وذلك بالتعاون مع شركاء تكنولوجيين من دول الصين وكوريا.

طاقة إنتاجية

تمتلك مصر قدرة مبدئية أولية لتصنيع ما يقرب من 20 ألف سيارة ذكية سنويًا خلال السنوات الثلاث القادمة، وهذا في حال استكمال مشروعات المصانع التي يجري تنفيذها حاليًا في المنطقة الاقتصادية الحرة لقناة السويس. 

وتعمل شركات مصرية ناشئة متخصصة مثل FATEC و Benya حاليًا بجهد كبير على تطوير وتصنيع مكوّنات حساسة للغاية، مثل حساسات ورادارات قصيرة المدى الضرورية لتشغيل السيارات المتصلة بشكل فعال وآمن.

لكن الصناعة المحلية في هذا القطاع الحيوي تواجه تحديات كبيرة ومفصلية في الوقت الراهن، يأتي في مقدمتها نقص سلاسل التوريد المتطورة عالميًا وارتفاع التكلفة الشديدة للشرائح الإلكترونية اللازمة للتصنيع، هذه الشرائح المعقدة تمثل وحدها ما يقرب من 35٪ من التكلفة الإجمالية لإنتاج السيارة الذكية الواحدة، وهو ما يشكل عبئًا كبيرًا على المصنعين.

خفض التكلفة

تشير التقديرات إلى أن تصنيع هذه الشرائح محليًا بنسبة 20٪ تقريبًا، قد يساهم في خفض التكلفة النهائية للمستهلك بما يصل إلى 40 ألف جنيه لكل سيارة، ما يعزز القدرة التنافسية للمنتج المحلي. 

وتخطط الحكومة المصرية حاليًا لجذب مصنعين عالميين كبار، مثل BYD و SAIC Motor، لإنشاء خطوط إنتاج محلية للمكونات الإلكترونية المتقدمة داخل البلاد، وذلك لضمان استدامة التوريد وتخفيض التكاليف.

تعمل أيضًا شركات التكنولوجيا الناشئة المصرية بقوة على تطوير برمجيات محلية متخصصة لأنظمة القيادة المساعدة، والتي تشمل أنظمة تحديد المسار بدقة، وتقنيات تحذير الاصطدام، والتحكم الذكي والآلي في السرعة. 

وحصلت شركات مصرية واعدة مثل BlinkApp و Hawas Automotive AI على تمويلات تجاوزت 8 ملايين دولار خلال العامين الماضيين، لتطوير حلولها التي تستهدف دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل السيارة نفسها، وليس فقط في البنية التحتية للطرق.