مصر تستهدف رقمنة 100% من الخدمات الحكومية خلال 5 سنوات عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي الواسعة

بدأت الحكومة المصرية فعليًا في تنفيذ تطبيقات واسعة النطاق تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية الطموحة للتحول الرقمي التي تستهدف تحقيق رقمنة كاملة بنسبة 100٪ لجميع الخدمات الحكومية خلال السنوات الخمس المقبلة. 

تشير البيانات الرسمية الصادرة حديثًا إلى أنه تم بالفعل دمج أكثر من 40٪ من الخدمات مع أنظمة تحليل البيانات المعقدة وخوارزميات التوقع الدقيقة، ما أدى إلى خفض ملحوظ في زمن إنجاز المعاملات الحكومية بنسبة وصلت إلى 60٪ في المتوسط، هذا التحسن شمل بشكل خاص خدمات وزارات العدل والتموين والصحة، مما يسرع من الإجراءات على المواطنين.

تشخيص ذكي

تُعد وزارة الصحة واحدة من القطاعات الأكثر استفادة من تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، خصوصًا بعد إطلاق مشروع "التشخيص الذكي" الذي يعتمد على منصات طبية متقدمة تديرها شركات عالمية متخصصة مثل Siemens Healthineers وPhilips AI Healthcare، لقد وفر هذا النظام الجديد لوزارة الصحة ما يقرب من 550 مليون جنيه مصري من تكلفة الفحوصات الطبية خلال عام واحد فقط، مع انخفاض ملحوظ في معدل الأخطاء التشخيصية بنسبة وصلت إلى 28٪، وفقًا لتقرير مفصل صادر عن لجنة التحول الرقمي بالوزارة. 

يجري العمل بوتيرة متسارعة حاليًا على ربط 1200 مستشفى حكومي بالمنصة المركزية، وذلك لتحليل الأشعة الطبية والصور التشخيصية بشكل آلي وسريع.

في قطاع وزارة التعليم، تستخدم المنصات الذكية المطبقة خوارزميات تقييم دقيقة وأنظمة تعلّم تكيفي مبتكرة، وذلك لخدمة أكثر من 13 مليون طالب عبر أنظمة تحليل الأداء الفوري للطلاب وأدائهم الدراسي. 

يتم تنفيذ هذا المشروع الحيوي بالشراكة مع عمالقة التقنية التعليمية، مثل شركتي Pearson AI وClassera، وتشير التقديرات الرسمية إلى أن هذه المنظومة الجديدة قد أسهمت بشكل فعال في رفع معدلات التحصيل الدراسي للطلاب بنسبة تتراوح بين 7٪ و12٪ في المواد الأساسية. 

وقد تزامن ذلك مع تخفيض الإنفاق على الطباعة الورقية والوثائق بما يعادل 300 مليون جنيه مصري سنويًا، وهو ما يمثل وفراً بيئيًا وماليًا في آن واحد.

إدارة المرور

تعمل وزارة النقل على دمج مكثف لتقنيات الذكاء الاصطناعي بغرض إدارة الحركة المرورية على شبكة طرق ومحاور رئيسية يصل طولها الإجمالي إلى 7000 كيلومتر. 

يتم ذلك من خلال أنظمة متطورة يمكنها توقع حدوث الازدحام المروري قبل وقوعه بنسبة دقة تتجاوز 80٪، وتدير هذه الأنظمة شركات رائدة في مجال حلول النقل الذكي مثل Huawei Intelligent Traffic وNTT Data. 

ومع التوسع المطرد لهذه المشروعات وتكاملها بين الوزارات المختلفة، تشير التوقعات الاقتصادية إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في جميع الوزارات والهيئات الحكومية قد توفّر للدولة ما يزيد على 3.5 مليار جنيه مصري سنويًا خلال السنوات الثلاث المقبلة. 

هذا الإنجاز يضع مصر بقوة على مسار بناء منظومة وطنية متكاملة للذكاء الاصطناعي، قادرة على دعم التشغيل الفعال، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة في نفس الوقت.