الجمعة، 28 نوفمبر 2025

12:32 م

هل يكشف الذكاء الاصطناعي الأسرار البشرية؟ دراسة تكشف حدود الآلة في تمييز الكذب

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

A A

تتواصل وتيرة التطور المتسارعة في عالم أنظمة الذكاء الاصطناعي يومًا بعد يوم، حيث تكتسب هذه التقنيات قدرات ومهارات شبه بشرية، مما مكنها من محاكاة التفاعلات الإنسانية في مجالات متعددة، ووصل الأمر بها إلى التفاعل الاجتماعي وتبادل أطراف الحديث مع البشر، لكن يبقى التساؤل الجوهري: هل تستطيع هذه الأنظمة الجبارة كشف صدق الإنسان من خداعه؟

حدود الآلة

لقياس مدى فهم الذكاء الاصطناعي للنفس البشرية وسلوكها المعقد، انطلق فريق بحثي مشترك من جامعتي ميشيجان وأوكلاهوما الأمريكيتين، بهدف استخدام هذه التقنيات الحديثة كأداة فعلية لاختبار الكذب، واعتبر الباحثون الدراسة محاولة لفهم أعمق لإمكانيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال الحساس.

شملت الدراسة المنشورة في الدورية العلمية المرموقة «Journal of Communication» اثنتي عشرة تجربة متكاملة، حيث شارك فيها أكثر من تسعة عشر فردًا لتقييم مدى قدرة شخصيات الذكاء الاصطناعي على التمييز بين الحقيقة والخداع لدى المشاركين البشر، وهذا بهدف تحديد نقطة التقاطع بين التحليل الآلي والإدراك البشري.

من جانبه، أوضح ديفيد ماركويتز، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المشارك بجامعة ولاية ميشيجان، أن هذا البحث يسعى لفهم قدرة الذكاء الاصطناعي على المساعدة في كشف الخداع، بالإضافة إلى محاكاة البيانات البشرية المستخدمة في البحث العلمي الاجتماعي، كما شدد على ضرورة تحذير المتخصصين عند محاولة استخدام نماذج لغوية كبيرة لكشف الكذب.

اعتمد الباحثون في دراستهم على نظرية الحقيقة الافتراضية المعروفة باسم «TDT»، والتي تفترض ميل البشر إلى الصدق في معظم تعاملاتهم، حيث نميل بطبيعتنا إلى تصديق أن الآخرين يخبروننا بالحقيقة، وساعدت هذه النظرية الفريق على إجراء مقارنة منهجية بين سلوك الذكاء الاصطناعي والسلوك البشري في المواقف ذاتها.

أكد ماركويتز أن "لدى البشر ميل طبيعي للحقيقة"، فنحن عادة ما نفترض صدق الآخرين بشكل عام، بغض النظر عن مدى صدقهم الفعلي، وهذه النقطة الجوهرية تشكل تحديًا للأنظمة الآلية التي تفتقر إلى الحدس البشري الفطري، وتعتمد بشكل أساسي على تحليل البيانات الملموسة، وهذه هي نقطة التفوق البشري.

تحليل البيانات

لتحليل الأحكام التي يصدرها الذكاء الاصطناعي، استخدم الباحثون منصة Viewpoints الخاصة بأبحاث الذكاء الاصطناعي، وقاموا بتزويدها بوسائط سمعية بصرية أو سمعية فقط للحكم عليها، ثم طُلب من حُكام الذكاء الاصطناعي تحديد ما إذا كان الشخص المعني يكذب أم يقول الحقيقة، مع تقديم مبرر لقرارهم التحليلي.

تم تقييم مجموعة من المتغيرات المختلفة خلال التجارب، بما في ذلك نوع الوسائط المقدمة (مرئية ومسموعة أو مسموعة فقط)، إضافة إلى الخلفية السياقية، وكذلك المعلومات أو الظروف التي قد تساعد في تفسير سبب حدوث موقف معين، وذلك لتوفير أقصى قدر ممكن من السياق للنموذج الآلي.

أشار ماركويتز إلى أن النتائج التي تم التوصل إليها توضح أن أداء الذكاء الاصطناعي لم يطابق الأداء البشري في مهمة كشف الكذب المعقدة، وخلص إلى أن "الطابع الإنساني" ربما يمثل حاجزًا أو حدًا لا يمكن تجاوزه بسهولة، خاصة عند تطبيق نظريات كشف الخداع المعقدة على النماذج الذكية الحالية.

دور البشر

لقد أظهرت الحصيلة النهائية لمجمل التجارب بوضوح أن النتائج التي حققتها أنظمة الذكاء الاصطناعي لا ترقى إلى مستوى نتائج البشر في اكتشاف الخداع، وهذا يرسخ فكرة أن الحس الإنساني والقدرة على قراءة الإشارات الدقيقة ينطويان على أهمية بالغة في عملية كشف الكذب المعقدة، والتي تتجاوز مجرد تحليل البيانات اللغوية أو السمعية.

سلطت الدراسة الضوء كذلك على أن استخدام الذكاء الاصطناعي لهذا الغرض تحديدًا قد يبدو خيارًا محايدًا ونزيهًا من الناحية النظرية، ولكنها أكدت على ضرورة أن تحقق هذه الصناعة تقدمًا ملموسًا وكبيرًا في فهم العواطف والسلوك البشري، قبل أن يصبح من الممكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لاكتشاف الخداع والتمييز بين الصدق والكذب بكفاءة موثوقة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً