"ميتا" تخطط لرفع أسعار أجهزة الواقع الافتراضي وضمان استدامتها

بدأت شركة "ميتا" الأمريكية العملاقة في رسم ملامح إستراتيجية جديدة لقسم الواقع الافتراضي الخاص بها، وذلك لضمان استمرارية نموذج أعماله على المدى الطويل. 

وأفصح مسؤولون تنفيذيون في الشركة عن نية "ميتا" رفع أسعار أجهزة الواقع الافتراضي المستقبلية, كجزء من تحول شامل في نموذج العمل، أبلغ قادة قسم الميتافيرس, غابرييل أول وريان كيرنز, الموظفين داخليًا بهذه التغييرات المرتقبة, والتي تشمل زيادة الأسعار.

تتضمن هذه التغييرات أيضًا أخذ تكاليف جديدة في الاعتبار, مثل الرسوم الجمركية, بالإضافة إلى تمديد دورة استبدال الأجهزة المتاحة حاليًا في الأسواق. 

وأشار المسؤولان إلى أن الأجهزة ستكون أعلى سعرًا مستقبلاً, لكن هذا سيؤدي إلى بناء عمل أكثر صحة للاعتماد عليه، وأكدوا أن الهدف هو تحرير الشركة من القلق الوجودي بشأن نجاح أو فشل أي جهاز على حدة.

رؤية جديدة

تركز الشركة بشكل كبير على تقديم تجارب برمجية عالية الجودة, تتناسب مع "تميز" أجهزتها التقني، قد يعني هذا التوجه الجديد طرح أجهزة واقع افتراضي جديدة بوتيرة أبطأ مما كان عليه الحال سابقًا, حسب ما ذكرته تقارير لوكالة رويترز. 

ويُباع جهاز "ميتا كويست 3" الرائد حاليًا بسعر 499,99 دولار, بينما يبلغ سعر الطراز الأساسي 299,99 دولار.

جاء هذا الإعلان في وقت تتوالى فيه التطورات داخل القسم, حيث تم تأجيل إطلاق نظارات الواقع المختلط الجديدة, التي تحمل الاسم الرمزي "Phoenix". 

وتأجل إطلاق هذه النظارات من النصف الثاني من عام 2026 إلى النصف الأول من عام 2027, دون تحديد تأثير زيادة الأسعار على هذا المنتج بالتحديد. 

وحددت مذكرة داخلية ثلاثة محاور رئيسية, تم استخلاصها من اجتماع إستراتيجي ضم قيادات قسم "رياليتي لابز" والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ ورئيس قسم التكنولوجيا أندرو بوسورث.

المحور الأساسي

يشمل المحور الأول بناء عمل مستدام للواقع الافتراضي على المدى الطويل, وهو الهدف الإستراتيجي الرئيسي المعلن، يرتكز المحور الثاني على تقديم تجارب برمجية "عالمية المستوى", بما يضمن جودة المحتوى المقدم للمستخدمين، يتعلق المحور الثالث بتسريع وتيرة العمل على الأجهزة المحمولة, مما يعكس التوجه نحو المرونة وسهولة الوصول.

أكد المسؤولون للموظفين أن تركيز الشركة يظل منصبًا بشكل أساسي على تكنولوجيا الواقع الافتراضي، طمأن المسؤولون الموظفين رغم التقارير السابقة التي تحدثت عن خطة لخفض ميزانية قسم "رياليتي لابز" بنسبة قد تصل إلى 30%. 

يُعد هذا التركيز دليلاً على الإيمان المستمر بإمكانات وتأثير الميتافيرس والواقع الافتراضي كمستقبل للتفاعل الرقمي، تهدف "ميتا" إلى خلق توازن بين الابتكار التكنولوجي وتحقيق الاستدامة المالية الطويلة الأمد.

استدامة مالية

تُشير هذه الخطوات إلى أن "ميتا" تسعى لتقليل الاعتماد على الدعم المالي الهائل لوحدتها المتخصصة في الميتافيرس، تعتبر زيادة الأسعار خطوة نحو تغطية التكاليف المرتفعة المرتبطة بتطوير الأجهزة المتقدمة وتصنيعها، يتوقع الخبراء أن تؤدي الإستراتيجية الجديدة إلى دورة منتجات أكثر تركيزًا وأقل تكرارًا. 

تُبين المذكرة أن القيادة تدرك ضرورة الانتقال من مرحلة الاستثمار الأولي الضخم إلى مرحلة تحقيق الأرباح والنمو المستدام، يُنتظر أن تظهر نتائج هذه الإستراتيجية تدريجياً على الأداء المالي للقسم خلال السنوات القادمة.