الأحد، 28 ديسمبر 2025

05:00 م

سامسونج تطلق ثورة معالج Exynos 2800 برسوميات محلية

معالج Exynos 2800

معالج Exynos 2800

A A

تخطط شركة سامسونج الكورية لإحداث تغيير جذري في خارطة صناعة أشباه الموصلات العالمية، عبر تطوير معالجها الثوري المرتقب Exynos 2800 والمقرر كشف النقاب عنه رسمياً في عام 2027، حيث تهدف الشركة من خلاله إلى الاستقلال التام عن التقنيات الخارجية وتدشين أول وحدة معالجة رسوميات مطورة داخلياً بالكامل.

تعتبر الإدارة العليا في سامسونج أن معالجها الحالي القادم Exynos 2600 ليس إلا حجر زاوية، ومرحلة انتقالية ضرورية للوصول إلى السيادة التقنية التي تطمح إليها في غضون عامين، وذلك من خلال الاستفادة من الخبرات العريضة التي جلبها قادة تقنيون سابقون من شركات كبرى مثل AMD لتعزيز كفاءة القسم الخاص بالشرائح.

يستهدف هذا التحول الاستراتيجي تقليل الاعتماد على الملكية الفكرية للشركات المنافسة وخفض تكاليف الإنتاج الضخمة، مما يمنح سامسونج مرونة أكبر في تصميم العتاد بما يتوافق بدقة مع برمجياتها الخاصة، ويوفر تجربة أداء متناغمة تتفوق على الحلول التقليدية المتاحة في السوق العالمي حالياً.

آفاق الحوسبة

تتجاوز رؤية سامسونج حدود الهواتف الذكية التقليدية لتشمل قطاعات تقنية واسعة وأكثر تعقيداً، حيث تسعى لتوظيف وحدة الرسوميات المحلية في تشغيل أنظمة السيارات ذاتية القيادة وبرمجيات الروبوتات المتطورة، مما يعزز من قدرة الأجهزة على معالجة البيانات البصرية المعقدة بسرعة فائقة ودقة متناهية.

تطمح الشركة لاستغلال تقنيات الحوسبة المتوازية داخل المعالج الجديد لدعم النظارات الذكية وأجهزة الواقع المختلط، وهي الأسواق التي تتطلب كفاءة رسومية عالية واستهلاكاً منخفضاً جداً للطاقة لضمان استمرارية التشغيل، وهو ما تراهن عليه سامسونج في تصميمها الداخلي المبتكر الذي سيبدأ رحلته التجارية قريباً.

يفتح هذا التوسع مجالات جديدة للتعاون مع شركات صناعة السيارات العالمية التي تبحث عن رقائق ذكية متكاملة، حيث يمكن لمعالج Exynos 2800 أن يكون العقل المدبر للأنظمة الترفيهية والأمنية داخل المركبات، بفضل قدرته الفائقة على معالجة الجرافيك والذكاء الاصطناعي في آن واحد وبشكل مستقل تماماً.

تقنيات التصنيع

تعتزم سامسونج استخدام تقنية التصنيع بدقة 2 نانومتر من الجيل الثاني أو الثالث لإنتاج هذه الشريحة العملاقة، مع الاعتماد على معمارية البوابة المحيطة بالكامل GAA التي تضمن كفاءة طاقية مذهلة وأداءً حرارياً مستقراً، مما يضعها في منافسة مباشرة مع أرقى ما وصلت إليه مصانع الشرائح العالمية.

أكمل المهندسون بالفعل التصميمات الأساسية للعملية الإنتاجية المتطورة لضمان جاهزية خطوط الإنتاج في الوقت المحدد، حيث يمثل الانتقال إلى دقة 2 نانومتر قفزة نوعية في عدد الترانزستورات وسرعة نقل البيانات، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على قوة الأداء العام للهواتف والأجهزة الذكية التي ستحمل هذا المعالج.

يتوقع الخبراء أن تساهم هذه التقنيات في حل مشاكل الحرارة التي واجهت الأجيال السابقة من معالجات إكسينوس، بفضل التحسينات الهيكلية في توزيع الطاقة داخل الشريحة وتقليل الفقد الكهربائي، مما يجعل من Exynos 2800 منافساً شرساً لمعالجات كوالكوم وآبل في اختبارات الأداء الواقعية والمكثفة.

استثمارات بشرية

تضخ سامسونج استثمارات هائلة لاستقطاب أفضل العقول البشرية والمهندسين المتخصصين في تصميم معالجات الرسوميات، حيث افتتحت مراكز تطوير متقدمة في الولايات المتحدة وجذبت كفاءات بمرتبات سنوية ضخمة تتجاوز 690,000 دولار، لضمان التفوق الفني وبناء قاعدة معرفية محلية قوية ومستدامة للسنوات القادمة.

تهدف هذه السياسة التوظيفية الجريئة إلى بناء فريق هندسي قادر على ابتكار معماريات رسومية تتخطى ما هو متاح حالياً، مع التركيز على دمج قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي مباشرة داخل وحدة الرسوميات، لتسهيل مهام معالجة الصور والفيديو وإنشاء المحتوى الرقمي بلمسة زر واحدة ومن داخل الجهاز نفسه.

تنتظر الأوساط التقنية بفارغ الصبر رؤية نتائج هذا الاستثمار الضخم عند إطلاق سلسلة Galaxy S28 في عام 2027، حيث ستكون هذه الهواتف هي المختبر الحقيقي لنجاح استراتيجية الاستقلال التقني لسامسونج، ومؤشراً على قدرة العملاق الكوري في ريادة سوق المعالجات والرسوميات المحلية بقوة وثبات.

تستعد الشركة من الآن لتهيئة النظام البيئي المتكامل الذي سيستفيد من قدرات المعالج الجديد وشريحته الرسومية، لتخلق حالة من التناغم الفريد بين العتاد والبرمجيات تعيد بها تعريف مفهوم القوة في الهواتف الذكية، وتؤكد أن المستقبل يكتبه من يمتلك مفاتيح التكنولوجيا داخل مصانعه ومختبراته الوطنية والخاصة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً