الخميس، 01 مايو 2025

08:47 م

tru

الروبوتات ومستقبل الفضاء.. هل تحل محل رواد الفضاء؟

الروبوتات

الروبوتات

ياسين عبد العزيز

A A

حققت وكالة ناسا إنجازًا مذهلاً عندما أطلقت مركبة فضائية ذاتية القيادة في مهمة قرب الشمس، المسبار باركر الشمسي سجل رقمًا قياسيًا لأقرب جسم من صنع الإنسان يصل إلى الشمس دون تدخل بشري. 

استمر المسبار في مهمته التي شملت استكشاف تأثيرات الشمس على الطقس الفضائي، متحديًا درجات حرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية، لحظة فارقة في تاريخ الفضاء، أظهرت قدرة الروبوتات على أداء مهام معقدة بدون الحاجة إلى وجود بشر.

تطورات الروبوتات الفضائية

شهدت العقود الأخيرة العديد من المسبارات الآلية التي عبرت النظام الشمسي ووصلت إلى أماكن كان من المستحيل على البشر الوصول إليها،هذه المركبات، مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، أظهرت كفاءتها في تنفيذ مهام استكشافية رغم غياب رواد الفضاء. 

ومع تطور هذه الروبوتات، تتزايد الأسئلة حول مستقبل البشر في الفضاء، وهل يمكن للروبوتات أن تحل محلهم في المهام الفضائية المستقبلية؟

مزايا الروبوتات

وفقًا للبروفيسور أندرو كوتس، يعتبر الروبوت الخيار الأفضل لاستكشاف الفضاء؛ لأنها أكثر قدرة على الوصول إلى الأماكن البعيدة وتنفيذ مهام متنوعة بتكلفة أقل مقارنة بالبشر، يضيف أن الروبوتات تتمتع بقدرة على الأداء المستقل بفضل الذكاء الاصطناعي الذي يعزز قدراتها. 

من جهته، يشير اللورد مارتن ريس، عالم الفلك الملكي البريطاني، إلى أن الحاجة لإرسال البشر إلى الفضاء تتضاءل مع تقدم التكنولوجيا، في رأيه، يجب تمويل استكشاف الفضاء الخاص من قبل القطاع الخاص وليس من الأموال العامة.

التحديات أمام الروبوتات

رغم تقدم الروبوتات، هناك بعض التحديات التي تواجهها في الفضاء، مثل سرعتها المحدودة، على سبيل المثال، لا تتجاوز سرعة المركبات الجوالة على سطح المريخ 0.1 ميل في الساعة، مما يجعلها أبطأ بكثير من قدرة البشر على التحرك. 

تقول الدكتورة كيلي وينرسميث، عالمة الأحياء في جامعة رايس، إن البشر يتفوقون على الروبوتات في القدرة على إنجاز المهام بسرعة أكبر وأداء مهام معقدة في بيئات غير مألوفة.

الذكاء الاصطناعي في الفضاء

رغم التحديات، تظل الروبوتات شريكًا مهمًا في استكشاف الفضاء، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز مهام الرواد، مثل أتمتة الأعمال الروتينية. 

بحسب الدكتورة كيري واجستاف، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة الرواد وتقليل العبء عنهم. 

ومع ذلك، تظل هناك قضايا تقنية مثل توفير الطاقة اللازمة لتشغيل النماذج اللغوية الكبيرة في المركبات الفضائية، لا تزال بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى مزيد من التطوير لتناسب البيئة الفضائية.

الروبوتات الشبيهة بالبشر

تستمر وكالة ناسا في تطوير روبوتات شبيهة بالبشر مثل فالكيري وروبونات، التي تم تصميمها لأداء المهام الفضائية المعقدة مثل الصيانة وتنظيف الألواح الشمسية. 

يوضح الدكتور شون عظيمي، قائد فريق الروبوتات في مركز جونسون للفضاء، أن الروبوتات لن تحل محل البشر، بل ستعزز من قدراتهم في الفضاء، فعلى سبيل المثال، يقوم المسبار "Curiosity" في المريخ باتخاذ قرارات مستقلة مثل تحليل الصخور وإرسال البيانات إلى الأرض دون تدخل بشري.

دور الإنسان في الفضاء

رغم هذه الإنجازات التكنولوجية، تظل هناك أهمية كبيرة لوجود البشر في الفضاء، يقول البروفيسور كوتس: "الإلهام هو عامل قوي في دفع الإنسان إلى الفضاء". 

كما يضيف ليروي تشياو، رائد الفضاء المتقاعد من ناسا، أن الجمهور يشعر بالارتباط العاطفي عند مشاهدة بشر في الفضاء. يتوقع تشياو أن هبوط الإنسان على المريخ سيكون أكثر تأثيرًا من أي مهمة روبوتية.

الروبوتات والمستقبل

مع تقدم التكنولوجيا، من المتوقع أن يشهد المستقبل تعاونًا بين البشر والروبوتات في استكشاف الفضاء، قد تقوم الروبوتات بأداء المهام الخطرة والروتينية بينما يظل البشر جزءًا لا يتجزأ من المهام التي تتطلب التفكير الإبداعي واتخاذ القرارات في بيئات معقدة. 

يرى البعض أن استكشاف الفضاء في المستقبل سيشمل مزيجًا من الإنسان والروبوت، فالتطور التكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يعزز قدرة البشر على فهم أسرار الكون.

search

أكثر الكلمات انتشاراً