الخميس، 01 مايو 2025

10:45 ص

tru

مستقبل الذكاء الاصطناعي في دول الخليج.. التحديات والطموحات

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

أصدر تقرير جديد بعنوان "مؤشر الذكاء الاصطناعي في دول الخليج"، الذي أطلقته مجموعة بوسطن الاستشارية خلال فعاليات "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي". 

التقرير يسلط الضوء على التقدم الملحوظ لدول الخليج في هذا المجال، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى الفجوات التي ما زالت قائمة والتي تعيق المنطقة عن تحقيق الريادة العالمية. 

ويستعرض التقرير بشكل خاص جهود دول الخليج لتحقيق طموحاتها في الذكاء الاصطناعي، بينما يضع أمامها تحديات كبيرة يجب التغلب عليها في المستقبل القريب.

دول الخليج في المنافسة العالمية

صنف التقرير دول الخليج إلى فئات بناء على جاهزيتها في الذكاء الاصطناعي، وضعت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في فئة "المنافسين في مجال الذكاء الاصطناعي"، وذلك بفضل استراتيجيات وطنية طموحة ودعم كبير للبنية التحتية الرقمية. 

بينما جاءت بقية الدول الخليجية مثل قطر وعمان والبحرين والكويت في فئة "الممارسين"، حيث أحرزت تقدمًا، لكن لا تزال بحاجة إلى مزيد من العمل لتطوير قدراتها.

الإستراتيجيات الطموحة

أوضح التقرير أن دول الخليج تسجل مستويات مرتفعة في الطموح، حيث حصلت المنطقة على 4.6 من أصل 5 في هذا البُعد. 

الإمارات على سبيل المثال، أطلقت إستراتيجيتها للذكاء الاصطناعي 2031، بينما أسست المملكة العربية السعودية الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، التي تهدف إلى جعل المملكة في صدارة الدول التي تعتمد على البيانات والذكاء الاصطناعي بحلول 2030. 

من جهة أخرى، أظهرت قطر وعمان أيضًا التزامًا كبيرًا من خلال استراتيجيات وطنية مماثلة في مجالات الذكاء الاصطناعي.

البنية التحتية الرقمية

دول الخليج تقوم باستثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية، حيث تمتلك الإمارات 35 مركز بيانات متطورًا وتتصدر الإنفاق السحابي في المنطقة. 

المملكة العربية السعودية تعتمد بشكل كبير على الحوسبة السحابية والخدمات السحابية الحديثة، بينما تسعى عمان والكويت إلى تعزيز بنيتهما الرقمية من خلال شراكات استراتيجية مع شركات تكنولوجيا كبيرة مثل مايكروسوفت وجوجل.

الاستثمار في البحث والتطوير

أطلقت الإمارات والسعودية صناديق استثمارية ضخمة للذكاء الاصطناعي، ورغم هذه الجهود، إلا أن المنطقة لا تزال متأخرة في مجال البحث العلمي مقارنة بالدول الرائدة مثل الولايات المتحدة والصين. 

الإمارات مثلاً أطلقت مبادرة استثمارية بقيمة 100 مليار دولار، إلا أن ناتج البحث العلمي لا يزال دون المتوقع مقارنة بدول متقدمة أخرى.

التحديات في بناء الكفاءات

فيما يتعلق بالكفاءات، رغم نجاح الإمارات والسعودية في جذب المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، فإن أعدادهم ما زالت قليلة. 

المملكة العربية السعودية تضم نحو 5000 متخصص، بينما الإمارات تضم حوالي 7000، لكن هذا الرقم لا يزال ضئيلًا مقارنة بدول مثل ألمانيا التي تضم أكثر من 40000 متخصص في الذكاء الاصطناعي. 

يواجه عدد من دول الخليج الأخرى تحديات أكبر في بناء منظومات تقنية مستدامة للكفاءات في هذا المجال.

التحدي الأكبر: الانتقال من الطموح إلى التنفيذ

يكمن التحدي الرئيسي لدول الخليج في كيفية الانتقال من مرحلة الطموح إلى التنفيذ الفعلي للمشروعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. 

التقرير يشير إلى ضرورة تطوير الكفاءات المحلية، وزيادة الاستثمارات في البحث العلمي، فضلاً عن توفير التمويل اللازم لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. 

كما يواجه القطاع تحديًا آخر يتمثل في تأخر تطوير حلول الذكاء الاصطناعي باللغة العربية مقارنة باللغات الأخرى.

التوصيات المستقبلية

في ختام التقرير، قدمت مجموعة بوسطن الاستشارية عددًا من التوصيات لصناع القرار في دول الخليج، كان أبرزها:

تسريع برامج التدريب المحلية.

تعزيز الشراكات بين القطاعين الأكاديمي والخاص.

توسيع الوصول إلى مراكز البيانات وحوسبة عالية الأداء.

دعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.

التقرير يخلص إلى أن دول الخليج تمتلك الأسس اللازمة لتحقيق الريادة في الذكاء الاصطناعي، لكن لتحقيق هذه الطموحات يجب العمل على تعزيز قدرات المنطقة في ثلاثة مجالات رئيسية: الكفاءات البشرية، البحث العلمي والابتكار، والتكامل الإقليمي بين دول الخليج.

search

أكثر الكلمات انتشاراً