نظام ذكاء اصطناعي جديد يمكّن الروبوتات من التعلم عبر مقطع فيديو واحد فقط

في تطور تقني جديد يعد بفتح آفاق واسعة في مجال تعليم الروبوتات، تمكن باحثون من جامعة كورنيل (Cornell University) من تطوير نظام ذكاء اصطناعي مبتكر يُعرف بـ RHyME. 

هذا النظام يعزز قدرة الروبوتات على تعلم المهام المعقدة عبر مشاهدة مقطع فيديو واحد فقط يظهر فيه أشخاص ينفذون مهامًا معينة. 

ويعد هذا الابتكار قفزة هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يسمح للروبوتات بتعلم مهام جديدة بشكل أسرع وأكثر كفاءة مقارنة بالأساليب التقليدية.

تحقيق قفزة في القدرة على التعلم

قبل هذا النظام، كانت الروبوتات تتطلب برامج تدريبية معقدة ومستوى عالٍ من التعليمات الدقيقة، حيث كان من الضروري أن تكون هناك مجموعة كبيرة من البيانات ومقاطع الفيديو لتدريب الروبوت على أداء كل مهمة، لكن مع نظام RHyME، أصبح بالإمكان تخطي هذه القيود، حيث يستطيع الروبوت تعلم المهام عن طريق مقطع فيديو واحد فقط. 

وقد أظهرت الأبحاث أن الروبوتات التي تعمل بهذا النظام تحقق تحسنًا بنسبة تتجاوز 50% في إتمام المهام بنجاح، مقارنة بالطرق السابقة.

طريقة جديدة لتعلم المهام

النظام الجديد، الذي يختصر اسمه بـ RHyME، هو اختصار لجملة “Retrieval for Hybrid Imitation under Mismatched Execution”، وقد تم تصميمه للتغلب على التحديات التي تواجه الروبوتات في فهم وتنفيذ المهام البشرية. 

في ظل غياب القدرة على أداء نفس الحركات بدقة مماثلة للإنسان، كان النظام التقليدي ينهار عند حدوث اختلاف بسيط بين حركات الإنسان وحركات الروبوت، ولكن مع RHyME، يتمكن الروبوت من التكيف مع هذه الفروق من خلال استرجاع مقاطع فيديو مشابهة من ذاكرته وتحليلها وتنفيذ المهام بناءً على الحركات التي شاهدها.

التعلم عبر المحاكاة

من خلال تقنيات التعلم الآلي المتقدمة، يُعد نظام RHyME مثالًا على "التعلم عبر المحاكاة"، حيث يستخدم الروبوت مقاطع فيديو واحدة فقط لتعلّم طريقة أداء المهام. 

وقال "كوشال كيديا"، طالب دكتوراه في علوم الحاسوب وأحد مؤلفي البحث، إنه من المزعج جدًا الحاجة لجمع كميات ضخمة من البيانات لتعليم الروبوتات، في حين أن البشر يتعلمون ببساطة من مراقبة الآخرين. 

وأضاف "سانجيبان تشودهوري"، المؤلف الرئيسي للبحث، أن عملهم يشبه عملية الترجمة، حيث يقومون بترجمة المهام البشرية إلى أداء روبوتي.

التكيف مع الواقع

قبل تطوير RHyME، كانت الروبوتات تعاني من صعوبة في تقليد الحركات السلسة التي يقوم بها البشر، وهذا التحدي كان يتطلب العديد من مقاطع الفيديو لتدريب الروبوت على أداء المهام. 

ومع ذلك، عبر استخدام RHyME، يمكن للروبوت استرجاع مقاطع الفيديو من ذاكرته لتعلم الحركات التي شاهده، ومن ثم تنفيذ المهام بفعالية أكبر.

مستقبل الروبوتات الذكية

يساهم هذا النظام في تسريع عملية تطوير ونشر الأنظمة الروبوتية، إذ يتيح لها التعلم بشكل أسرع وأكثر فاعلية، هذا الابتكار سيكون له دور كبير في تحسين الروبوتات المنزلية والصناعية، حيث سيجعلها أكثر قدرة على التكيف مع البيئات المتغيرة ومعالجة المهام الجديدة بسهولة أكبر.

الفوائد المستقبلية للروبوتات

من خلال هذا النظام، يأمل الباحثون أن يساهم في تخفيض التكلفة والجهد المبذولين في تدريب الروبوتات، إضافة إلى ذلك، سيتيح لـ RHyME تحقيق تقدم كبير في مجال الروبوتات الذكية، حيث سيعزز قدرتها على تعلم مجموعة من المهام المعقدة بشكل أسرع من الطرق التقليدية.

المهام المتعددة والتطور المستمر

مع هذا النظام، سيكون بإمكان الروبوتات تعلم تسلسل من المهام المتعددة بفعالية أكبر، مما يسهل عليها التكيف مع الظروف المتغيرة في بيئات العمل الحقيقية. 

وبفضل RHyME، سيكون بإمكان الروبوتات تنفيذ المهام المتعددة باستخدام ذاكرة الفيديو التي تخزنها، مما يفتح آفاقًا جديدة في التطور التكنولوجي لهذا المجال.