محطة إذاعية تعتمد مضيفة ذكية لمدة 6 أشهر.. والجمهور في حالة شك

مُضيفة مصممة بالذكاء الاصطناعي
ياسين عبد العزيز
في تجربة فريدة أثارت الكثير من الجدل، قامت محطة إذاعية أسترالية باستخدام مضيفة مصممة بواسطة الذكاء الاصطناعي لمدة ستة أشهر دون إبلاغ جمهورها.
محطة CADA، التابعة لشبكة الإذاعة الأسترالية والمقيمة في سيدني، عرضت برنامجًا إذاعيًا يحمل اسم "أيام عمل مع ثي" حيث قدمت المضيفة الذكية، التي أطلق عليها اسم "ثي"، موسيقى لعدة ساعات أسبوعيًا، رغم أن كل شيء بدا طبيعيًا في البداية، إلا أن الشكوك بدأت تتسلل بين المستمعين حول هوية "ثي".
ظهور الشكوك
بينما كانت "ثي" تقدم البرنامج، لاحظ العديد من المستمعين أنه لا يوجد لها اسم عائلة أو سيرة ذاتية، كما كانت تكرر بعض العبارات في الحلقات المختلفة، هذه الملاحظات دفعت الجمهور للشك في هوية المضيفة، لتظهر في النهاية المفاجأة التي فجرها موقع Oddity Central بأن "ثي" لم تكن سوى برنامج يولَّد باستخدام الذكاء الاصطناعي، هذا الكشف أثار جدلاً كبيرًا، خاصة بعد أن بدأت الشكوك تنتشر حول طبيعة هذه التجربة.
التساؤلات حول "ثي"
تمكن الكاتب ستيفاني كومبس من كشف جزء من الحقيقة في مدونتها عندما استفسر عن هوية "ثي"، وأشار إلى أن المستمعين كانوا يطرحون العديد من الأسئلة حول برنامجها.
وفي منشور تم حذفه لاحقًا، أكد فايد طعمة، قائد المشروع في محطة CADA، أن "ثي" ليست شخصية حقيقية، بل هي تقنية تطويرها شركة ElevenLabs التي تختص في استنساخ الأصوات باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذا الكشف أكد صحة الشكوك التي كانت تحوم حول هوية المضيفة.

الاعتراف بالتجربة
بعد الجدل الكبير الذي أثارته هذه التجربة، أصدرت شبكة الإذاعة الأسترالية بيانًا توضح فيه التفاصيل حول استخدام الذكاء الاصطناعي في برنامج "أيام عمل مع ثي".
المحطة اعترفت بأنها قامت بهذه التجربة لتعزيز الابتكار في تقديم البرامج، لكنها أكدت في الوقت ذاته أنها لم تقم بإخفاء التفاصيل عن عمد، وإنما كانت تجربة مؤقتة ولم يكن الهدف منها خداع الجمهور.
وعلى الرغم من أن هذه التجربة أثارت قلقًا واسعًا، إلا أن الشبكة أوضحت أنها لا تخطط لاستبدال المقدمين البشريين في المستقبل القريب.
التحديات الأخلاقية للمستقبل
مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام والترفيه، تطرح هذه التجربة تساؤلات كبيرة حول كيفية تأثير هذه الابتكارات على وظائف البشر في مجالات الإعلام، في الوقت الذي يعكف فيه الباحثون على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن العالم في مواجهة تساؤلات حاسمة حول مستقبل الإعلام، كيف يمكن التوازن بين استخدام التكنولوجيا لتحقيق الكفاءة والإبداع دون التأثير على الوظائف البشرية؟ وهل يمكن للجمهور قبول هذه الابتكارات في المستقبل، أم أن هناك خطًا أخلاقيًا يجب مراعاته؟
رغم أن هذه التجربة لم تكن تهدف إلى الإضرار بمصداقية المحطة، فإنها أثارت تساؤلات كبيرة حول مكانة الذكاء الاصطناعي في الإعلام، مع مرور الوقت، سيتعين على المؤسسات الإعلامية اتخاذ قرارات حاسمة حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في برامجها دون التأثير على العلاقة بينها وبين جمهورها، ما إذا كانت هذه التجارب ستتوسع في المستقبل أم لا، يبقى أمرًا مشوقًا يتطلب مزيدًا من الفحص والتأمل.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً