تيك توك تستبق الحظر الأمريكي بإطلاق نسخة جديدة وصفقة بيع جزئية

تتجه منصة تيك توك نحو اتخاذ خطوات استراتيجية جديدة لتفادي شبح الحظر الوشيك في الولايات المتحدة، وذلك عبر تحرك مزدوج يشمل بيعًا جزئيًا لحصصها وإطلاق نسخة منفصلة من التطبيق تلتزم بالقوانين الأمريكية الجديدة. 

وتأتي هذه التحركات بعد شهور من التوترات السياسية والقانونية التي أحاطت بمصير التطبيق الأكثر شعبية بين فئة الشباب الأمريكي، في ظل قانون "البيع أو الحظر" الذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام الجاري.

نسخة جديدة

وبحسب ما أفاد به تقرير نشره موقع "ذا إنفورميشن"، فإن شركة بايت دانس المالكة لتطبيق تيك توك تعكف حاليًا على تطوير إصدار جديد من التطبيق يُعرف داخليًا باسم M2، وهو إصدار مصمم خصيصًا لتلبية متطلبات الجهات التنظيمية الأمريكية. 

ويُتوقع أن يتم إطلاق هذا التطبيق الجديد في متجرَي آبل وغوغل في الخامس من سبتمبر المقبل، بينما سيتم إيقاف التطبيق الأصلي تدريجيًا حتى مارس 2026، ما لم يتم تمديد هذا الموعد بموجب قرار حكومي جديد.

الهدف من هذه الخطوة هو الالتفاف على القيود التي فرضها قانون "البيع أو الحظر"، والذي هدد بحظر التطبيق في حال لم يتم بيع حصصه لشركات أمريكية. 

ووفقًا لما نُقل عن مصادر مطلعة، فإن النسخة الجديدة ستكون مفصولة بالكامل من حيث قواعد البيانات، وآليات إدارة المحتوى، وتخزين المعلومات، لتفادي أي اتهامات تتعلق بنقل البيانات إلى الصين.

صفقة بيع

في موازاة الإعداد لإطلاق التطبيق الجديد، تُجري بايت دانس مفاوضات مكثفة لإتمام صفقة بيع جزئية لمنصة تيك توك إلى مجموعة من المستثمرين "غير الصينيين"، على رأسهم شركة أوراكل الأمريكية العملاقة في مجال البرمجيات والبنية التحتية السحابية. 

وستحتفظ بايت دانس بحصة صغيرة في المنصة بعد الصفقة، بما يتماشى مع مقتضيات القانون الأمريكي الذي يحظر على الشركات الأجنبية امتلاك السيطرة على تطبيقات تتعامل مع بيانات المستخدمين الأمريكيين.

هذه الصفقة، إن تمت، ستكون خاضعة لموافقة الحكومة الصينية، التي لم تُبدِ حتى الآن موافقتها الصريحة، في ظل استمرار التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، والتي لا تزال تؤثر في قرارات الاستثمار والنقل التكنولوجي بين البلدين.

اتفاق تقني

وفي تطور ذي صلة، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن شركة أوراكل وقّعت اتفاقًا غير مسبوق مع الحكومة الفيدرالية الأمريكية، يمنح الوكالات الفيدرالية خصومات تصل إلى 75% على تراخيص خدماتها السحابية.

 هذا الاتفاق يُنظر إليه على أنه خطوة لتعزيز العلاقة بين أوراكل والجهات الرسمية الأمريكية، بما قد يسهم في تسريع الموافقة على صفقة تيك توك ويمنح أوراكل موطئ قدم أكثر رسوخًا في قطاع الأمن السيبراني وإدارة البيانات داخل الولايات المتحدة.

ويُذكر أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كانت قد أمهلت تيك توك عدة فترات زمنية متتالية لتنفيذ إجراءات الامتثال، وها هو الرئيس يصدر في الشهر الماضي تمديدًا ثالثًا للمهلة، لتنتهي رسميًا في منتصف سبتمبر المقبل، وهو ما يعطي الشركة وقتًا إضافيًا ضئيلًا للانتهاء من الإطلاق الرسمي للتطبيق الجديد وإتمام إجراءات البيع.

في ظل هذه التطورات، تبقى الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد مصير تيك توك داخل الولايات المتحدة، سواء باستمراره بصيغته الجديدة، أو خروجه من المشهد الرقمي الأمريكي في حال تعثرت صفقة البيع أو لم تُرضِ التشريعات الفيدرالية، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وما يصاحبه من تصعيد في الخطاب السياسي حول الأمن القومي وحماية البيانات.