جوجل توسع انتشار ميزة الذكاء الاصطناعي عالميًا

أعلنت شركة جوجل عن توسيع نطاق ميزة "وضع الذكاء الاصطناعي" لتشمل أكثر من 180 دولة حول العالم، بعدما كانت مقتصرة في السابق على ثلاث دول فقط هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند، ليصبح هذا التوسع الأكبر منذ إطلاق الخدمة قبل أشهر قليلة.

الميزة الجديدة صُممت لتمكين المستخدمين من البحث بطرق أكثر عمقًا وذكاءً، حيث تسمح بطرح أسئلة مركبة ومعقدة، ومتابعة موضوعات محددة بشكل تفصيلي، مما يعكس حرص جوجل على تقديم تجربة بحث شخصية تراعي احتياجات الأفراد المتغيرة، وتفتح الباب أمام استخدام أكثر تطورًا لمحركات البحث التقليدية.

حجوزات ذكية

لم يتوقف الأمر عند التوسع الجغرافي، إذ كشفت جوجل عن تحديث محوري للوكلاء الذكيين المدمجين داخل الخدمة، حيث أصبح بإمكان المستخدمين حجز المطاعم مباشرة عبر نتائج البحث، مع تحديد تفاصيل دقيقة مثل موعد الحجز، عدد الأفراد، نوع المطبخ والمكان المناسب، وهو ما يحوّل البحث من مجرد أداة للحصول على المعلومات إلى وسيلة عملية لإنجاز المهام اليومية.

وأوضحت الشركة أن هذه القدرات لن تقتصر على المطاعم فحسب، بل سيتم تطويرها لاحقًا لتشمل حجز الخدمات المحلية وشراء تذاكر الفعاليات والأنشطة المختلفة، ما يعني أن "وضع الذكاء الاصطناعي" سيصبح مساعدًا يوميًا يعتمد عليه الملايين في أنشطتهم الحياتية.

نتائج دقيقة

وأكدت جوجل أن تجربة البحث في بعض الأسواق المتقدمة مثل الولايات المتحدة ستشهد مستوى أكبر من التخصيص والدقة، حيث تعتمد النتائج على سجل أنشطة المستخدم وتفضيلاته السابقة في البحث، الخرائط، والمحادثات، مما يسمح بتقديم مقترحات أكثر قربًا لذوقه واحتياجاته، فعلى سبيل المثال، إذا طلب المستخدم "مطعم لغداء سريع خلال ساعة"، فإن النظام سيقترح خيارات مفضلة مثل المطاعم الإيطالية أو الأماكن التي توفر جلسات خارجية، وهو ما يعزز من قيمة الخدمة مقارنة بالبحث التقليدي.

كما أضافت الشركة خيارًا مبتكرًا يتيح مشاركة النتائج المستخرجة من وضع الذكاء الاصطناعي مع الأصدقاء، وهو ما يسهّل عملية التخطيط الجماعي للأنشطة الاجتماعية، سواء كانت وجبة غداء سريعة أو حضور فعالية موسيقية، ما يعكس البعد الاجتماعي الذي بدأت جوجل في إدخاله على محركات بحثها.

تعزيز المكانة

ويأتي هذا التوسع ليؤكد سعي جوجل إلى تعزيز مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، في ظل دخول منافسين أقوياء إلى ساحة البحث الذكي، حيث لا يقتصر هدف الشركة على تحسين تجربة البحث التقليدية فحسب، بل يمتد إلى تقديم خدمات مخصصة أكثر كفاءة وأمانًا، تمهيدًا لمرحلة جديدة يصبح فيها الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية لمستخدمي الإنترنت.

في السياق ذاته، أشارت جوجل إلى أن الخدمة ستُتاح في مرحلتها الأولى لمشتركي باقة Google AI Ultra التي تعد الأعلى تكلفة بين اشتراكات الشركة بسعر 249.99 دولار شهريًا، وتُقدَّم حاليًا في إطار تجريبي داخل مختبرات جوجل، مما يتيح للمشتركين الأوائل تجربة قدرات الوكلاء الافتراضيين على نطاق محدود قبل التوسع إلى جميع المستخدمين.

بهذا التوسع، ترسم جوجل ملامح مرحلة جديدة في تطور خدمات البحث والذكاء الاصطناعي، لتتحول من مجرد شركة تقنية رائدة إلى شريك يومي للمستخدمين حول العالم، يمكّنهم من إنجاز أعمالهم بسرعة ودقة، ويمنحهم تجربة أكثر شخصية وفاعلية في حياتهم الرقمية.