تيم كوك يكشف عن خطط أبل التوسعية لعقد شراكات ذكاء اصطناعي استراتيجية عالمية

في تصريح لافت جاء عقب إعلان النتائج المالية القوية لشركة أبل، أكد الرئيس التنفيذي تيم كوك أن الشركة تستعد لعقد المزيد من شراكات الذكاء الاصطناعي خلال المرحلة المقبلة، ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز حضورها التكنولوجي وتوسيع منظومة Apple Intelligence التي تمثل ركيزة أساسية في مستقبل منتجاتها الذكية. 

جاء ذلك خلال مقابلة مع شبكة CNBC عقب إعلان الشركة عن تحقيق إيرادات بلغت 102.5 مليار دولار خلال الربع الرابع من عام 2025، وهو رقم يعكس استقرار الأداء المالي رغم التحديات الاقتصادية وسلاسل الإمداد.

وأوضح كوك أن الطلب القوي على منتجات الشركة، وخاصة آيفون 17 وسلسلة آيفون 16 السابقة، يواجه بعض القيود في الإمدادات، الأمر الذي أثر بشكل طفيف على توافر الأجهزة في بعض الأسواق. 

ومع ذلك، أشار إلى أن الشركة تتوقع استمرار نمو الإيرادات خلال موسم العطلات المقبل بنسبة تتراوح بين 10% و12%، وهو ما يعزز الثقة في قدرة أبل على الحفاظ على زخمها المالي والابتكاري في آن واحد.

مساعد ذكي

من بين أبرز النقاط التي تناولها كوك في حديثه كانت مسألة المساعد الصوتي سيري المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي تخطط أبل لإطلاق نسخته الجديدة خلال العام المقبل. 

وأوضح أن النسخة المطورة من سيري ستقدم تجربة تفاعلية أكثر عمقًا وذكاءً، بالاعتماد على تقنيات التعلم الآلي المتقدمة التي طورتها الشركة داخليًا.

ورغم أن الإطلاق كان من المقرر أن يتم في وقت سابق من هذا العام، إلا أن أبل فضّلت تأجيل طرحه حتى يتم اختباره بشكل مكثف لضمان أعلى معايير الجودة والخصوصية. 

وتشير التسريبات إلى أن الموعد المتوقع لإطلاق المساعد الجديد سيكون مارس 2026، في خطوة ينتظرها عشاق أبل حول العالم بوصفها نقلة نوعية في مجال التفاعل بين المستخدم وأجهزة الشركة.

توسع استراتيجي

وفي سياق حديثه عن الذكاء الاصطناعي، أكد كوك أن أبل لا تنوي الاكتفاء بشراكتها السابقة مع شركة OpenAI التي أطلقت في عام 2024، بل تسعى لتوسيع دائرة التعاون لتشمل شركات أخرى في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي والحوسبة السحابية وتحليل البيانات. 

وأضاف أن الهدف من هذه الشراكات هو تعزيز قدرات Apple Intelligence وتوفير تجربة مستخدم أكثر تكاملاً في جميع أجهزتها، من هواتف آيفون إلى أجهزة ماك وآيباد.

ولم يكشف كوك عن أسماء الشركات التي تجري أبل مفاوضات معها حاليًا، لكنه شدد على أن تلك الشراكات ستكون “مدروسة بعناية” وستعكس فلسفة الشركة القائمة على الخصوصية والأمان أولًا، وهو ما يميزها عن المنافسين في هذا المجال. 

وأشار إلى أن التعاون في الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد خطوة تسويقية، بل استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى بناء منظومة معرفية متكاملة قادرة على تطوير نفسها بمرور الوقت.

تحديات اقتصادية

وفي جانب آخر من المقابلة، تطرق كوك إلى التحديات الاقتصادية التي واجهتها أبل خلال العام الجاري، ولا سيما الرسوم الجمركية المفروضة على قطاع التقنية في الأسواق العالمية. 

وكشف أن الشركة تكبدت نحو 1.1 مليار دولار من التكاليف الإضافية خلال الربع المنتهي في سبتمبر، متوقعًا أن ترتفع هذه التكاليف إلى 1.4 مليار دولار في الربع الأخير من العام.

ورغم هذه الأعباء، أكد كوك أن أبل قادرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، بفضل قوتها المالية وسلاسل التوريد المرنة التي طورتها خلال السنوات الأخيرة. 

وأشار إلى أن الشركة تعمل على إعادة هيكلة عملياتها اللوجستية وتقليل الاعتماد على بعض الأسواق لتفادي تأثير أي اضطرابات مستقبلية.

وبذلك، تبدو أبل مقبلة على مرحلة جديدة تتسم بتكامل أكبر بين الذكاء الاصطناعي والابتكار الصناعي، في إطار رؤية استراتيجية تسعى من خلالها إلى الحفاظ على ريادتها التقنية وتعزيز تجربة المستخدم بشكل غير مسبوق، مع استعدادها الواضح للتعاون مع كبرى الشركات في هذا القطاع الواعد.