الخميس، 15 مايو 2025

12:55 ص

tru

السعودية تتسلح بالذكاء الاصطناعي بشراكة استراتيجية ضخمة مع إنفيديا وAMD

إنفيديا وAMD

إنفيديا وAMD

ياسين عبد العزيز

A A

في خطوة تعكس طموحات المملكة العربية السعودية في أن تصبح لاعبًا محوريًا في مجال الذكاء الاصطناعي العالمي، أعلنت شركة إنفيديا، خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض، عن تزويد السعودية بـ 18 ألف رقاقة متطورة من أحدث أجيالها، لصالح شركة "هيوماين" (Humain) السعودية. 

هذا الإعلان، الذي أدلى به الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جنسن هوانج، يأتي في لحظة استراتيجية، على هامش زيارة وفد أمريكي رفيع بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، برفقة نخبة من كبار التنفيذيين في وادي السيليكون.

قوة حوسبة هائلة

الرقاقات التي ستستلمها شركة هيوماين من طراز بلاكويل GB300، والتي لم يُكشف عنها رسميًا إلا مؤخرًا، ستستخدم في تشغيل مراكز بيانات عملاقة بقدرة إجمالية تصل إلى 500 ميجاواط داخل المملكة. 

هذه المراكز ستكون العمود الفقري لمشروعات الذكاء الاصطناعي الطموحة، ومنها تطوير نماذج لغوية ضخمة تحاكي قدرات تطبيقات مثل ChatGPT، والتي تتطلب بنى تحتية حاسوبية فائقة.

وتعكس الصفقة اهتمامًا خاصًا من شركة إنفيديا بالسوق السعودية، حيث تُعد هذه الرقاقات المتقدمة من بين الأكثر طلبًا على مستوى العالم في ظل التنافس العالمي على أدوات الذكاء الاصطناعي. 

وأكد هوانج أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو امتلاك أدوات المستقبل، مشيرًا إلى أن “السعودية تزخر بموارد الطاقة وتحوّل هذه الطاقة إلى مصانع رقمية للذكاء الاصطناعي بفضل شراكتها مع إنفيديا”.

دخول AMD على الخط

ولم تكن إنفيديا وحدها من وقّعت على هذه الشراكة الكبرى، فقد أعلنت أيضًا شركة AMD، المنافس التقليدي لإنفيديا، عن صفقة مماثلة لتزويد هيوماين برقاقة ذكاء اصطناعي، تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار، لبناء بنية تحتية إضافية بنفس القدرة الحوسبية: 500 ميجاواط. 

السعودية

وقد لقيت هذه الأخبار ترحيبًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية، إذ شهدت أسهم كل من إنفيديا وAMD ارتفاعًا ملحوظًا بعد الإعلان، ما يدل على ثقة الأسواق في الإمكانات المستقبلية لهذه الاستثمارات الذكية.

نقلة نوعية وطنية

تطمح شركة هيوماين، التي يرأس مجلس إدارتها سمو ولي العهد، إلى أن تتجاوز دورها كمشغل للبنية التحتية، لتصبح مطورًا رئيسيًا لتطبيقات ونماذج الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، فضلاً عن إنشاء جيل جديد من مراكز البيانات المتقدمة والحوسبة السحابية، وهذا جزء من توجه شامل نحو بناء اقتصاد رقمي متنوع قائم على المعرفة، يتماشى مع رؤية السعودية 2030.

وقد صرح هوانج بأن مشاركته في تدشين أعمال هيوماين تُجسد "رؤية مذهلة" لمستقبل المملكة في قطاع الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن السعودية لا تطمح فقط إلى استخدام التقنية، بل إلى المساهمة في صياغة مستقبلها العالمي.

توقيت حساس ودعم قوي

تأتي هذه التحركات في وقت يشهد العالم تنافسًا شديدًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتزامنًا مع زيارات دبلوماسية رفيعة المستوى، في مقدمتها زيارة ترامب، التي سلطت الضوء على البعد الجيوسياسي لهذه الشراكات. 

وقد استغل الرئيس الأمريكي السابق المناسبة ليشيد بحضور هوانج، مع الإشارة إلى غياب تيم كوك، الرئيس التنفيذي لآبل، ما اعتُبر تلميحًا إلى تغير الأولويات في عالم التكنولوجيا.

وتكشف هذه الديناميكيات عن تحالفات جديدة في قلب مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، مع بروز السعودية كشريك استراتيجي لكبريات شركات التكنولوجيا، مستفيدة من قدرتها الاستثمارية الضخمة وطموحاتها التكنولوجية غير المحدودة.

ختامًا، فإن الشراكات التي أعلنتها هيوماين مع عملاقي الرقاقات إنفيديا وAMD، لا تمثل مجرد صفقات تجارية، بل هي منعطف مفصلي في مسيرة المملكة نحو قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي في المنطقة والعالم، من خلال بناء بنية تحتية رقمية على أعلى مستوى عالمي، وتأسيس بيئة تنافسية تحتضن الابتكار وتستشرف آفاق الثورة التكنولوجية القادمة.

search

أكثر الكلمات انتشاراً