تحذير أمني عالمي.. تسريب ضخم لكلمات مرور حسابات جوجل وآبل

شهد العالم بداية هذا الشهر واقعة غير مسبوقة من تسريبات البيانات التي هزت قطاع الأمن الرقمي، حيث أعلنت الحكومة الهندية، عبر فريق الاستجابة لطوارئ الحاسوب CERT-In، عن تسريب هائل يضم أكثر من 16 مليار اسم مستخدم وكلمة مرور لحسابات على منصات كبرى مثل جوجل وآبل وفيسبوك، إضافة إلى خدمات شبكات VPN، مما دفعها لإصدار تحذيرات عاجلة للمستخدمين حول العالم لاتخاذ إجراءات فورية لحماية أنفسهم.

تسريب هائل

يندرج هذا التسريب تحت قائمة أكبر تسريبات البيانات في التاريخ، ويضم أسماء حسابات وكلمات مرور تجمعها قواعد بيانات متعددة تم تسريبها في مناسبات سابقة، بالإضافة إلى بيانات جُمعت عبر حملات برمجيات خبيثة من نوع Infostealer تستهدف سرقة بيانات الدخول من أجهزة المستخدمين.

يعد حجم التسريب هائلاً، إذ يعادل عدة أضعاف عدد سكان العالم، مما يشير إلى انتشار واسع للتسريبات على مدى سنوات. 

تتمثل خطورة الأمر في إمكانية وصول القراصنة إلى حسابات المستخدمين على خدمات مختلفة من خلال استغلال نفس بيانات الدخول، ما يعرضهم لخطر سرقة الهوية، التجسس، والتحكم في حساباتهم الرقمية.

أشار CERT-In إلى أن المستخدمين معرضون لهجمات تصيد احتيالي متقدمة، واختراقات متكررة خاصة إذا لم يغيروا كلمات المرور أو يستخدموا وسائل حماية إضافية.

خطوات الحماية

دعا فريق CERT-In المستخدمين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الأضرار المحتملة، ومن أبرزها:

تغيير كلمات المرور لجميع الحسابات بشكل فوري، مع اختيار كلمات قوية تضم حروفاً وأرقاماً ورموزاً.

تفعيل المصادقة متعددة العوامل عبر تطبيقات مثل Google Authenticator أو استخدام مفاتيح المرور البيومترية مثل البصمة أو التعرف على الوجه، لتعزيز طبقات الحماية.

الحذر من الرسائل المشبوهة التي تحاول سرقة بيانات الدخول عبر روابط مزيفة.

أما المؤسسات والشركات، فالتوصيات شملت:

تطبيق سياسات الأمان من نوع "عدم الثقة مطلقاً" Zero-Trust، لضمان فحص كل نقطة دخول للشبكة بدقة.

مراقبة التهديدات بشكل مستمر والتصرف السريع عند اكتشاف أي نشاط مشبوه.

تعزيز تأمين أجهزة الموظفين ونقاط الوصول إلى البيانات لمنع التسلل.

إعادة النظر في الأمان الرقمي

جاء تحذير الهند كرسالة واضحة إلى العالم بضرورة إعادة تقييم استراتيجيات الحماية الرقمية، خاصة مع تطور أساليب القراصنة وتنوع أدواتهم، كما يشير إلى أهمية التوعية المستمرة للمستخدمين والمؤسسات حول المخاطر المتزايدة في الفضاء الإلكتروني.

تسريبات بهذا الحجم تكشف ضعف الأنظمة القديمة وتعزز الحاجة إلى اعتماد تقنيات أمان حديثة أكثر مرونة وفعالية، مع تأكيد ضرورة تعاون الجميع في حماية المعلومات الشخصية والمهنية من الاختراق والاستغلال.