شركات وادي السيليكون تشعل سباق المليارات في معركة الذكاء الاصطناعي العالمي
الذكاء الاصطناعي
ياسين عبد العزيز
في مشهدٍ يعكس حجم الهوس العالمي بالذكاء الاصطناعي، تستعد كبرى شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون لإنفاق ما يقارب 400 مليار دولار خلال العام الحالي على مشروعات تطوير الذكاء الاصطناعي.
سباق يبدو بلا خط نهاية، تقوده شركات مثل “مايكروسوفت” و“جوجل” و“أمازون” و“ميتا”، وسط طموحاتٍ جامحة لبلوغ مرحلة “الذكاء الاصطناعي العام” الذي يضاهي الذكاء البشري أو يتجاوزه،ومع أن هذا الرقم الضخم يبدو غير مسبوق، إلا أن قادة هذه الشركات يجمعون على أنه “ما زال غير كافٍ”.
عطش حاسوبي
تواجه “ميتا” تحدياتٍ كبيرة في قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الحاسوبية اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الجديدة وتشغيل أنظمتها القائمة في الوقت ذاته، حيث وصفت الشركة حالتها بأنها في “عطش حاسوبي” دائم.
وأوضحت أن جهودها في الذكاء الاصطناعي تستهلك الحصة الأكبر من مواردها التشغيلية، في الوقت الذي تتسابق فيه لتوسيع بنيتها التحتية ومراكز بياناتها حول العالم.
أما “مايكروسوفت”، فقد أعلنت عن ارتفاعٍ حاد في الإقبال على خدماتها السحابية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ما دفعها إلى التخطيط لمضاعفة حجم مراكز البيانات خلال العامين المقبلين.
وقالت المديرة المالية للشركة، إيمي هود، إن “الطلب يفوق التوقعات، والنقص في القدرة الحاسوبية أصبح عائقًا مستمرًا، لذا نضطر إلى زيادة الإنفاق بوتيرة غير مسبوقة”.

وفي الاتجاه نفسه، أكدت “أمازون” أن توسعها في بناء البنية السحابية يحقق عائدًا فوريًا، مشيرةً إلى أن كل زيادة في السعة التشغيلية تنعكس مباشرة على الإيرادات.
وصرّح المدير التنفيذي، آندي جاسي، بأن “الشركة ستواصل الاستثمار بقوة في بناء السعات الجديدة، لأنها تدر أرباحًا بمجرد تشغيلها”.
استثمارات متصاعدة
العام 2026 يبدو عامًا فارقًا في حجم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، إذ أعلنت “ميتا” و“ألفابت” (الشركة الأم لجوجل) و“مايكروسوفت” و“أمازون” عن خططٍ لزيادة الإنفاق بدرجاتٍ أكبر مما كان متوقعًا، لكن ردود الفعل في الأسواق المالية كانت متباينة، فبينما ارتفعت أسهم “جوجل” بنسبة 6% و“أمازون” بنسبة 10%، تراجعت أسهم “ميتا” بنحو 11% و“مايكروسوفت” بنسبة 3%، ما يعكس انقسامًا واضحًا في ثقة المستثمرين.
ويرى محللون أن هذا السباق الهائل في الإنفاق لا يخلو من المخاطر، فبينما يعتبره البعض خطوة ضرورية لضمان الريادة في الذكاء الاصطناعي، يحذر آخرون من أنه قد يكون مقدمة لـ“فقاعة تكنولوجية” جديدة في وادي السيليكون.
وتدور أبرز التساؤلات حول ما إذا كان ضخ المليارات في تطوير النماذج اللغوية الكبيرة مثل ChatGPT يمكن أن يحقق عوائد اقتصادية حقيقية في المدى القريب، خاصة مع محدودية عدد المستخدمين الذين يدفعون مقابل هذه الخدمات.
ورغم الانتقادات، تدافع “جوجل” بقوة عن استثماراتها، إذ قالت المديرة المالية أنات أشكنازي إن “الشركة تجني بالفعل مليارات الدولارات من تطبيقات الذكاء الاصطناعي خلال الربع الحالي، ولدينا نظام صارم لتقييم العوائد طويلة الأجل”.
وأضافت أن نفقات الشركة الرأسمالية ستتراوح هذا العام بين 91 و93 مليار دولار، في واحدة من أكبر ميزانيات الاستثمار بتاريخها.
أما “مايكروسوفت”، فاعترفت بأنها ستظل تواجه نقصًا في الطاقة التشغيلية حتى منتصف العام المقبل، مشيرةً إلى أن قسم Azure السحابي يتحمل أكبر ضغط على الإيرادات بسبب الإقبال المتزايد من عملاء الشركات الكبرى.
نهج آبل الحذر
في الوقت الذي تنخرط فيه شركات وادي السيليكون في سباقٍ محموم للسيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، اختارت “آبل” اتباع نهجٍ مختلف يقوم على الحذر والتدرج، إذ أعلنت الشركة عن نيتها زيادة استثماراتها في هذا المجال، لكنها أكدت أنها ستُركّز على دمج الذكاء الاصطناعي داخل منتجاتها الحالية، مثل آيفون وآيباد وأجهزة ماك، بدلًا من الدخول في سباق مكلف لبناء مراكز بيانات أو تطوير نماذج ضخمة مستقلة.
ويقول محللون إن هذا النهج المحافظ يعكس رؤية “آبل” المتمثلة في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز تجربة المستخدم، لا كمجالٍ للمضاربة التقنية.
ومع ذلك، فإن تريثها قد يجعلها عرضة لفقدان جزء من الزخم الذي تحققه الشركات المنافسة في سوقٍ يتغير بوتيرةٍ متسارعة.
سباق بلا نهاية
ومع تجاوز إجمالي الإنفاق المتوقع هذا العام حاجز 400 مليار دولار، يبدو أن سباق الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تطوير التكنولوجيا فقط، بل أصبح معركة للبقاء في صدارة المستقبل.
وبينما تراهن الشركات على أن هذا الاستثمار الضخم سيقود إلى ثورة حقيقية في قدرات الآلة، يخشى البعض من أن يتحول الحلم بالذكاء الاصطناعي العام إلى فقاعة مالية ضخمة جديدة في قلب وادي السيليكون.
ورغم الضبابية التي تحيط بالمشهد، يظل المؤكد أن هذا العقد سيُسجَّل كواحد من أكثر الفترات زخمًا في تاريخ التكنولوجيا الحديثة، حيث تُنفق الشركات المليارات في محاولة لبناء “عقلٍ رقمي” قد يغيّر مستقبل البشرية بأكملها.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً